مراجعة شاملة لمسلسل The Penguin
تبدأ أحداث المسلسل بعد أسبوع واحد فقط من نهاية فيلم The Batman حيث يجد أوزوالد كوبلبوت نفسه في مدينة مليئة بالفوضى خاصة بعد وفاة الزعيم كارماين فالكوني ويبحث عن الفرصة لاستغلال هذه الفوضى للارتقاء بنفسه من مجرد عضو في المافيا إلى زعيم عصابة يحلم بالسيطرة على عالم الجريمة في غوثام. المسلسل يركز على رحلة Penguin الطموحة ومحاولاته للسيطرة، وسط صراعات مع عائلة فالكوني ومع شخصيات أخرى تسعى لنفس الهدف.
تمكن كولين فاريل من تقديم أداء رائع ومعقد للشخصية، ونجده مستعد لفعل أي شيء للارتقاء في عالم الجريمة. نرى الجوانب المختلفة للشخصية؛ منها القسوة والطموح، وأيضًا لحظات الرحمة غير المتوقعة، مما يجعل الشخصية متعددة الأبعاد, نجح صناع العمل في جعلنا نهتف للبطريق طوال المسلسل لكن في النهاية اتانا التذكير بانه شر مطلق لا يجب الوثوق به، كولين فاريل كان ممتاز في تجسيد شخصية أوزوالد في فلم The Batman لكن في هذا المسلسل تخطى كل التوقعات وسمح له السرد التلفزيوني ان يخرج بأداء أفضل اعطى عمق اكبر للشخصية، تفاعلاته مع الشخصيات الأخرى كانت مبهرة ومدروسة، حسب الشخصية وحسب الهدف والحاجة منها، إحدى العلاقات الأكثر إثارة للاهتمام في المسلسل هي العلاقة بين كلا من أوزوالد كوبلبوت وسوفيا فالكون حيث نجد أن العلاقة بينهما مليئة بالتوتر وعدم الثقة، و يتبادلان الأدوار بين الحليف والعدو. تتعامل سوفيا بحذر مع أوزوالد، كونها تعرف تاريخه في العمل مع والدها كارماين وتشك دائمًا في نواياه كونه كان السبب الرئيسي في إدخالها مصحة اركام، في نفس الوقت، يشعر أوزوالد أنه بحاجة إلى التحالف مع سوفيا لتحقيق أهدافه، ولكنه دائمًا ما يكون مستعدًا لخيانتها عند أول فرصة وحدث ذلك في المسلسل في اكثر من مرة، هذه العلاقة تبرز كمثال على مدى التعقيد في شبكة العلاقات داخل عالم الجريمة في مدينة غوثام، حيث لا يوجد أصدقاء حقيقيون، بل فقط تحالفات مستمرة تحكمها مصالح، من ناحية أخرى، تطور العلاقة بين أوزوالد وفيكتور اغيلار هو أحد المحاور المهمة التي تضيف بُعدًا إنسانيًا لشخصية فيكتور الذي يُعتبر شابًا ضائعًا يبحث عن طريقه في الحياة بعد فقدانه لعائلته في الفيضانات ويجد نفسه تحت حماية أوزوالد، العلاقة بينهما تتطور تدريجيًا، حيث يبدأ أوزوالد بمعاملة فيكتور كشخص يمكنه الاعتماد عليه، وهو ما يضيف جانبًا من الرحمة الغير مألوف إلى شخصية أوزوالد المعروفة بقسوتها، هذه العلاقة تُظهر أن أوزوالد، رغم كل شيء، لا يزال لديه بعض الصفات الإنسانية التي تظهر في مواقف نادرة او على الأقل هذا ما كان يبدوا عندما نشاهد هذه العلاقة التي تنتهي بمجرد وصول أوزوالد لغايته في النهاية والاستغناء عن فيكتور.
تلعب فرانسيس والدة أوزوالد، دور رئيسي في تشكيل دوافعه وتصرفاته منذ طفولته حتى وصوله الى زعامة المدينة، على الرغم من طبيعتها الغريبة والمعقدة، فإن حب أوزوالد لوالدته ورغبته في إثبات نفسه أمامها هما ما يدفعانه لتحقيق طموحاته الجريئة في عالم الجريمة و تظهر فرانسيس في مشاهد مؤثرة، تُبرز فيها علاقتها المتوترة والمتبادلة بين الحب والدعم من جهة، والضغط النفسي لخسارة كل شيء من جهة أخرى.
من عناصر قوة المسلسل الممثلة كريستين ميليوتي التي قدمت أداءً قوياً بشخصية سوفيا، حيث استطاعت أن تجسد مزيجًا من القسوة والضعف الذي يميز شخصية تبحث عن الانتقام والسلطة. كما أن الشخصيات الثانوية، مثل سالفاتور ماروني قدم أداءً جيدًا يعزز من الصراع الدرامي ويجعل الأحداث أكثر تشويقًا.
القصة مكتوبة بأسلوب نجح في الموازنة ما بين الاحداث الدرامية وخلق عالم الجريمة السوداوي، حيث نجد الحوارات تركز على بناء الشخصيات وابراز دوافعها بكل خطوة، بينما يساهم الإخراج في خلق جو مظلم ومتوتر يعكس الفوضى في مدينة وصل الفساد فيها اعلى السلطات. نجح هذا الأسلوب في اظهار صراعًا مستمرًا على السلطة حتى اخر ثانية من المسلسل، فهو بالأخير يحكي قصة صعود زعيم جديد يحكم هذه المدينة.
المسلسل بدون أدنى شك أحد أفضل اعمال السنة، الأداء التمثيلي لكولين فاريل وكريستين ميليوتي من أبرز نقاط القوة، بينما القصة تقدم نظرة جديدة لعالم غوثام السفلي، التقييم النهائي 5/5
